الأربعاء، 24 مارس 2010

حصريا سورة ق للقارىء محمد عبد السلام


سورة ق سورة مكية إلا الآية 38 فمدنية.




بدأت السورة باسلوب قسم "ق والقران المجيد"

كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخطب بهذه السورة بالعيد والجمعة، فيجعلها هي موضوع خطبته ومادتها، في الجماعات الحافلة...وإن لها لشأنًا.




إنها سورة رهيبة، شديدة الوقع بحقائقها، شديدة الإيقاع ببنائها التعبيري، وصورها وظلالها وجرس فواصلها. تأخد على النفس أقطارها، وتلاحقها في خطراتها وحركاتها، وتتعقبها في سرها وجهرها، وفي باطنها وظاهرها. تتعقبها برقابة الله، التي لا تدعها لحظة واحدة من المولد، إلى الممات، إلى البعث، إلى الحشر، إلى الحساب وهي رقابة دقيقة رهيبة. تطبق على هذا المخلوق الإنساني الضعيف إطباقًا كا ملاً شاملاً. فهو في القبضة التي لا تغفل عنه أبدًا، ولا تغفل من أمره دقيقًا ولا جليلاً، ولا تفارقه كثيرًا ولا قليلاً. كل نفس معدود. وكل هاجسة معلومه. وكل لفظ مكتوب. وكل حركة محسوبة. والرقابة الكاملة الرهيبة مضروبة على وساوس القلب، كما هي مضروبة على حركة الجوارح. ولا حجاب ولا ستار دون الرقابة النافذة، المطلعة على السر والنجوى اطلاعها على العمل والحركة، في كل وقت وفي كل حال.



وكل هذه الحقائق معلومة. ولكنها تعرض في الأسلوب الذي يبديها وكأنها جديدة، تروع الحس روعة المفاجأة، وتهز النفس هزًا، وترجها رجًا، وتثير فيها رعشة الخوف، وروعة الإعجاب، ورجفة الصحو من الغفلة على الأمر المهول الرهيب !



ذلك كله إلى صور الحياة، وصور الموت، وصور البلى، وصور البعث، وصور الحشر، وإلى إرهاص الساعة في النفس وتوقعها في الحس. وإلى الحقائق الكونية المتجلية في السماء والأرض، وفي الماء والنبت، وفي الثمر والطلع..(تبصرة وذكرى لكل عبد منيب)..



وإنه ليصعب في مثل هذه السورة التلخيص والتعريف، وحكاية الحقائق والمعاني والصور والظلال. في غير أسلوبها القرآني الذي وردت فيه، وفي عبارتها القرآنية التي تشع بذاتها تلك الحقائق والمعاني والصور والظلال، إشعاعًا مباشرًا للحس والضمير. {ق وَالْقُرْءانِ الْمَجِيدِ(1)بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ(2)أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ(3)قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ(4)بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ(5)}.

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

بجد روعه

إرسال تعليق