الخميس، 25 مارس 2010

حكاية بنت ...... دلال المغربي



حكاية بنت ...... دلال المغربي



منذ عدة أيام أرادت السلطة الفلسطينية أن تطلق اسم دلال المغربى على أحد ميادين رام الله ، وذلك تخليداً لذكرى استشهادها التى يمر عليها فى مارس الحالى اثنان وثلاثين عاماً .

وتحدد يوم 11 مارس لإفتتاح الميدان ؛ فرُفعت صورة دلال فى منتصفه ، وتناثرت صورها فى أرجاءه ، و تعانق العلم الفلسطينى مع شعارات استمرار النضال والجهاد ..

حتى الآن الخبر عادى ، لكن الاحتفال لم يتم ، والصورة أزيلت من منتصف الميدان ، وأزيلت معها اللافتة التى تعلن عن الحدث ، فقد اعترضت حكومة الكيان الصهيونى !!

أهكذا يخافون من ذكر اسم دلال بعد أن استشهدت بأكثر من ثلاثين عاماً ؟؟


ودلال المغربى ،  لمن لا يعرفها ، هى فتاة شابة ، ولدت فى مخيم صبرا فى بيروت ، أمها لبنانية ، وأبوها فلسطينى .

وعندما قررت القيادة الفلسطينية فى لبنان عام 1978القيام بعملية فى قلب تل أبيب ، توافد الشباب للاشتراك بها ، و لم تكن دلال قد أكملت بعد العشرين من عمرها ،
وعلى الرغم من هذا فقد تقرر أن تقودهم الشابة دلال لجرأتها ، وكفاءتها فى القتال . وكان المتفق عليه أن تقوم هذه المجموعة بالوصول إلى ميناء يافا الفلسطينى بالزوارق المطاطية ، وتستولى على حافلة عسكرية ، وتتوجه بها إلى تل أبيب لتهاجمها ،، واطلقوا على المجموعة اسم " دير ياسين " ، وهو اسم له دلالته الانتقامية من الصهاينة .

كانت العملية انتحارية بكل المقاييس ، ولا يتوقع أحد أنهم سيعودون سالمين بأى حال من الأحوال ، وركبت المجموعة الزوارق المطاطية ، لكن الرياح دفعتهم قرب تل أبيب ، ونزلوا على الشاطئ بالفعل ، واستطاعوا الاستيلاء على حافلة للركاب ، اتخذوا من ركابها رهائن لهم ، على أمل التمكن من مبادلتهم بالأسرى فى سجون الصهاينة  ، بل تمكنوا من الاستيلاء على حافلة أخرى ، وضموا ركابها إلى الأولى ، ليصل عددهم إلى أكثر من ستين رهينة .

وجن جنون الصهاينة ، وهم يرون الحافلة تسير منطلقة إلى تل أبيب ، وقد رفع بها العلم الفلسطينى ، وحاصرت الآليات العسكرية والطائرات من الجو الحافلة ، وأمطروهم بوابل من قذائفهم غير مبالين بأبناء جلدتهم المتواجدين معهم . 


كانت المعركة غير متكافئة ، لكن المقاتلين خاضوها ببسالة ، ولم يتوقفوا إلا بعد أن نفذت ذخيرتهم ، واستشهدوا جميعاً . وعندما وجد الصهاينة أحد المناضلين لايزال به رمق سألوه : من قائدكم ؟ فأشار إلى جثة دلال المخضبة بالدماء، وعند ذلك أسرع  إليها إيهود باراك ، وجدها قد فارقت الحياة ، ورغم ذلك لم يستطع أن يكبت غضبه ، فأخذ يركلها بقدمه ، ويشدها من شعرها أمام المصورين ، وظهرت صورته فى الصحف فى اليوم التالى ، وهو يفرغ غضبه فى جثمان دلال.



وأعلن الصهاينة ان قتلاهم وصلوا إلى ثلاثين قتيل ، بينما جُرج منهم ثمانين 
وبعد مرور أكثر من ثلاثين عام لا يزال الصهاينة لا ينسون ما  فعلته بهم دلال ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يقبلوا بأن يرتفع اسمها على ميدان ، ولا حتى على زقاق من أزقة شوارع فلسطين .




لقد كانت أبلغ رسالة نجحت دلال فى إيصالها إلى الصهاينة ، هى انهم سيضطرون إلى مجابهة أهل فلسطين الأحرار ، جيلاً بعد جيل ، رجالاً ونساءً ، بلا نهاية


0 التعليقات:

إرسال تعليق