الأربعاء، 31 مارس 2010

فقط كي لا ننسى...سيدي الفاضل ربما لا نملك تحرير فلسطين ولكن ماذا نفعل....؟

إننا شعب حنجوري لا يفعل أكثر من مظاهرات لا تلين عظام النظام، ونرفع لافتات مجهّزة مسبقاً للخروج مثل هذه المناسبات بعدما يشتد سوط العدوان على ظهور أشقائنا في فلسطين



إنه لا أمل من حكومة لن تحرك ساكناً بخلاف القلق والتوتر، وجامعة عربية لا تملك في جعبتها غير الشجب والندب والولولة، وأمة عربية لا تملك أكثر من البكاء.


إنه لا فائدة من رسائل إلكترونية يرسلها شباب غاضب لبعضه البعض على مواقع الشبكات الاجتماعية كالفيس بوك وغيرها؛ من أجل تذكير من نسي بالقضية، وتعريف من لا يعرف بما يحدث في قدس الأقداس.




هل تعلم 

أكثر ما يخيفهم هو التاريخ المحفوظ في الذاكرة، لا يخيفهم الجهاد بالسلاح؛ لأنهم قادرون على دحضه، لا يخيفهم قذف إعلامي نمارسه؛ لأننا ببساطة نصرخ في وجوه بعضنا البعض، وحتى لو وصل صوتنا إلى الخارج فهم قادرون بما يملكون من منابر إعلامية عالمية على تحويل صوت الحق لصوت باطل أو كتمه في أسوأ الظروف، قادرون على سحق كل شيء، ولم يكونوا قادرين على سحق التاريخ، ولكنهم الآن يزيفون التاريخ، يخلقون تاريخا يهوديا جديدا فوق ذات الحبر الذي كتب به التاريخ الإسلامي العربي الفلسطيني، أنسونا شكل الأقصى ونجحوا في أن يجعلونا نخلط بينه وبين قبة الصخرة، وها هم يسعون إلى محوه من ذاكرتنا؛ لأنهم ينوون هدمه ليحل محله هيكل سليمان المزعوم.


هل تعرف أنهم يدّعون حقوقهم التاريخية في أرض فلسطين

هل تعلم أنهم يحاولون إقناع أهل فلسطين والعرب بأن القرآن نفسه يثبت وعد الله لهم في هذه الأرض، حوّلوا المساجد إلى معابد، انتزعوا التراث الإسلامي وحوّلوه لتراث يهودي، يبنون مساكنهم فوق مساكننا، أنسونا القضية فنسيناها، أبعدونا عن فلسطين فبعدنا، كرّهونا في شعب غزة فكرهنا.



إنّها عملية منظمة لمحو التاريخ من الكتب ولكن التاريخ يبقى في الذاكرة، ذاكرتي وذاكرتك وذاكرة مئات الآلاف من الشباب الغاضب، ولكي لا ننسى، ولأن التاريخ يُمحى من الأوراق وأصبح مرجعه الوحيد في الذاكرة، فيجب علينا أن نذكّر بعضنا البعض دائما أن الأقصى هو لنا، أن فلسطين إسلامية عربية، أن كنيس الخراب لم يكن سوى خراب، وأن الحرم الإبراهيمي إسلامي وليس يهوديا، فقط لكي لا ننسى


الرسائل الإلكترونية على الفيس بوك واللافتات والمظاهرات والصراخ وغيرها من الأشياء التي أثارت غضبك، و"فقعت مرارتك" إنما هي طوبة في مياه راكدة لعلها تحدث موجة، والموجة تدفع شقيقتها، فيتجمعان ويُحدثان طوفاناً بعد عام أو اثنين أو مائة بقيادة فارس جديد كصلاح الدين الذي أتى لفلسطين وأعاد القدس بعد أن ظننّا أنه أمر محال، ولكن السؤال هنا:

هل سنجد صلاح الدين الجديد كى نقف بجانبه؟


لو صمتنا، لو توقفنا، لو تبلّدت مشاعرنا، لو أسلمنا بمقولة (للأقصى ربّ يحميه) بمفهومها الاتكالي، لو أعرضنا عن قنوات الأخبار، لو أغلقنا كتب التاريخ، لن نجد صلاح الدين الجديد من نقف بجواره؛ لأننا سنجد أناسا يجهلون القضية، لا يعرفون عن أرضهم شيئا، لا يعرفون شكل مسجدهم الأقصى، لا يعرفون حدود أرضهم، وأغلبهم مؤمن ومسلم بحقوق اليهود التاريخية في أرضنا، وربما وقفنا في وجهه واتهمناه بالتهور والهمجية، والسعي وراء زعامة بلاستيكية.


سيدي الفاضل..

ربما لا نملك تحرير فلسطين، ربما باتت سواعدنا عاجزة عن الذود عنهم، ربما لا تملك حكومتنا فعلا غير الصمت، ربما خلا جراب الجامعة العربية سوى من الشجب والندب، ربما سلبت أرضنا، ربما سلب إعلامنا، ربما يسلب الآن تاريخنا، ولكن ذاكرتنا أبداً لن تسلب، ذاكرتنا ستبقى حية، وغذاؤها هو تماماً ما يغضبك، غذاؤها المظاهرات والرسائل الإلكترونية والاحتجاجات وغيرها من أمور في يوم مثل هذا، ستُحدث طوفاناً بقيادة صلاح الدين الجديد، يستعيد قدس الأقداس ليمحو دولة أبداً لم يكن لها أساس.




اعذرني للإطالة


ولكن...

ما هو المطلوب من شباب غيور على أشقائه بفلسطين، يسعى للاستجابة لنداءاتهم ولا يقدر، يسعى للجهاد معهم بالسلاح والباب مقفول، فلم يجد أمامه سوى منابر إعلامية واجتماعية....؟

متسائلا عن جدوى هذه الجعجعة والتمثيل الذي لن يفيد الأقصى 

ولا أهل الأقصى في شيء...؟


فقط كي لا ننسى...سيدي الفاضل ربما لا نملك تحرير فلسطين 

ولكن ماذا نفعل....؟



هذا هوا سؤالى .. عايز اعرف ما هى الاجابه ..؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق