الثلاثاء، 2 مارس 2010

إصابة 12 فلسطيني في اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال الصهيوني



اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني ساحة المسجد الأقصى لمواجهة محتجين فلسطينيين اعتكفوا داخل الحرم القدسي الشريف للتصدي لدخول عشرات المصلين اليهود ومئات الأجانب الحرم القدسي الشريف بحماية قوات شرطة الاحتلال.

وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن قوات الاحتلال الصهيوني أغلقت بوابات الحرم القدسي الشريف في مدينة القدس المحتلة ومنعت من هم دون الخمسين من العمر من الدخول إليه, وجاء ذلك عقب تكبيرات في مآذن الحرم تدعوا المواطنين إلى النفير تحسبا من تعرض الحرم لمحاولات اقتحام من قبل مجموعات يهودية متطرفة .
وحذر معتكفون داخل المسجد الأقصى من أن حصار الجيش الصهيوني إذا دام فسوف تحصل مواجهات. وواصل الكيان الصهيوني حملة اعتقالات في الضفة الغربية.
ونقل عن شهود عيان أن أكثر من 200 شرطي صهيوني يطوِّقون مبنى المسجد منذ فجر اليوم، ويطالبون المعتكفين بمغادرته، في حين تُسمع تكبيرات من داخل المسجد تدعو المواطنين إلى التوجُّه إلى البلدة القديمة للدفاع عنه.
وأضاف الشهود أن 12 مواطنًا أصيبوا بالاختناق عندما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز على المواطنين الذين حاولوا الوصول إلى المسجد الأقصى عبر باب المجلس (إحدى البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى)؛ من بينهم سيدة في الأربعين من عمرها نقلت إلى عيادة مجاورة.
وقال مدير الأوقاف الإسلامية الشيخ عزام الخطيب إن سلطات الاحتلال دفعت بقوات كبيرة إلى مداخل الحرم في محاولة لمنع وصول مزيد من المواطنين. وكانت قوة من الشرطة الصهيونية قد دخلت إلى الحرم في محاولة لإخراج شبان موجودين داخله.
وقالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن أبواب الحرم القدسي مغلقة بالكامل لكن بوابات المسجد الشريف نفسه لم تغلق، فيما حشدت إسرائيل عشرات الجنود في ساحات الحرم. وسمحت قوات الاحتلال لمئات من  السياح بالتجوال في الحرم فقد منع المصلون من الدخول.
وأوضحت المراسلة أن جيش الاحتلال أدعى أن ثلاثين معتكفا داخل الحرم قاموا مع صلاة الفجر برشق الجنود بالحجارة. وأشارت إلى أن مناوشات حدثت بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال قد وقعت عند باب الأسباط قبل أن يعود الهدوء الحذر ويسيطر هناك.
شوكة المسلمين
من جهته قال ناجح بكيرات رئيس المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى في اتصال مع قناة الجزيرة إن بعض الشبان المعتكفين القوا ما بحوزتهم من أخشاب وأحذية بوجه جنود الاحتلال وأكد أن مئات الجنود الإسرائيليين يتواجدون في الموقع.
وأضاف بركات الذي كان يتحدث من داخل المسجد الأقصى إن سلطات الاحتلال تحاول اعتقال المصلى المقدس لاعتقال المعتكفين. وقال إن شرطة الاحتلال "معنية بكسر شوكة المسلمين في المسجد"، وأضاف أنه إذا دام حصار القوات الإسرائيلية للمعتكفين بالمسجد فإن مواجهات ستحدث بين الجانبين.
وحذر رئيس المخطوطات والتراث بالمسجد الأقصى من أن الإجراءات الإسرائيلية غير مسبوقة وقال "هذه الإجراءات خطيرة وإذا سكتنا عن هذه المواضيع فسنفقد مقدساتنا ونرحّل من بلادنا" وذلك في إشارة إلى إعلان حكومة بنيامين نتنياهو مؤخرا بضم الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل و مسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلى قائمة "التراث اليهودي".
وفي المقابل قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي شموئيل بن روبي إن الشرطة الإسرائيلية اقتحمت ساحة قرب المسجد الأقصى بالقدس الأحد بعد أن قام محتجون فلسطينيون برشق الحجارة ضد السياح ولم ترد على الفور أنباء عن إصابة أحد. وقال المتحدث الإسرائيلي إنه جرى اعتقال احد المحتجين الفلسطينيين خلال احتجاجات في أحد أزقة المدينة القديمة.
أما محافظ القدس عدنان الحسيني فقال إن شبانا فلسطينيين اعتكفوا في المسجد طوال الليل بعد ما ذكروه من أن يهودا متطرفين هددوا باقتحام الأقصى وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز.
حملة اعتقالات
على صعيد متصل، شنت القوات الإسرائيلية حملة اعتقالات ومداهمات في الساعات الأولى من صباح الأحد طالت ستة فلسطينيين في الضفة الغربية. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها الإلكتروني عن مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي اعتقل الفلسطينيين بدعوى أنهم "مطلوبون"، موضحة أن اعتقالهم تم قرب مدينة جنين.
يذكر أن الأراضي الفلسطينية تشهد توترا بعد قرار الحكومة الإسرائيلية بضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال إلى قائمة "التراث اليهودي". وقد أثار ذلك احتجاجات سياسية داخلية وخارجية، فقد دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية إلى انتفاضة فلسطينية، بينما حذر الرئيس الفلسطيني من حرب دينية.
أما الخارجية الأميركية فأعربت لإسرائيل عن مخاوف بشأن تعيين مواقع على أنها "مواقع التراث الوطني الإسرائيلي". وعبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عن مخاوفها بشأن خطة إسرائيل, وحذرت من تصاعد التوتر في المنطقة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق